Translate

أكتبُ لأعيش ...

صورتي
حياتنا لا أحد يعيشها غيرنا .. واحساسنا يميزنا

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

" ما بعدَ البرزخْ "

.
.
" ما بعدَ البرزخْ " 
.
ويسألونني بعد الغروب وحين الشروق 
أين محبوبك ؟ وهل أنت حقاً لهُ تتوق ؟ 
هل لازال بداخلِك بعضٌ من الحبِ ، وقليلاً من الشوق ؟ 
هل لا زلتَ تتنفسُه فجراً ، وتقرأهُ معوذاتٍ قبل الرقود ؟
هل نبضاتُ قلبكَ لا زآلت على نفس الموعدِ تُعيد على مسمعكِ ذكره وتعاودُ ذلك وتعودُ وتعودْ ؟ 
هل لازآل صفاءُ الماءِ يُذكرُك بصفاءِ قلبها ؟ ولونُ الورد يذكرُك بجمالِ الخدودْ  ؟ 
إبتسمتُ ، وشهقتُ ، وتنفستُ الصعداء ، وأَخَذَتْ عيني ترمقُ كالبرقِ ليلاً بين سواد الغيوم
فنطقتُ حين نَطَقَتْ هيَ بداخلي وتكلمتُ فقلتْ !
كيف لي أن أنساها وهيَ الليلُ تنسجُ جمالَ وجهِها في البدر ؟
كيف لي أن أكونَ في سِنَةٍ ودفا الشمس يأخذُ من دفاها ؟ 
كي لي أن أكون غيري أنا ، وهي جعلتني بمهارتها أنا !
ها هيَ رحلتْ هناك ، وبدأً معها شتائي يُرسل مطره وثلجه
وها هيَ تغيّرت كل الفصول فصارت بلا فصول ، كلها شتاءٌ في عيني 
وها هو معنى الحياة تجرّد من معناه ، فخلعَ رداءَ معانيه ، وأهداهُ إياها في يوم رَحِليها
والطبيعةُ لم تعدُ طبيعةً قد تطبّعت بطباعِها ، فذهبَ صاحبُ الطبعِ وبقي من تطّبع منه
والجبال أبينَ أن يكنّ راسخات ، فتمايلنَ يمنةً ويسرة مع كل هزةِ شوقٍ لها 
والسماءُ بكت ماءاً أحمراً ، فتطلخْ وجه الأرض فأصبح للحُمرةِ وصفاً
 كلُ شيءٍ تغيّر مذ ودّعت بطرف ثوبها الحياة ، وكلُ شيء أصبح كنقيضهِ تماماً
فالصفاء تكدّر ، والعطاءُ بخُلَ ، والجمالُ تشوّه ، والحبُ تعلم الكره ، النقاءُ أصبحَ متسخاً ، والبياضُ تشبعاً سواداً
فلا تلوموني ، وزملوني ، ودثروني ، فما بقيَ ليْ حاجةٌ سوا لقاؤها بعد البرزخ !